السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ} (56)

{ وما يذكرون } أي : في وقت من الأوقات { إلا أن يشاء الله } أي : الملك الأعظم الذي لا أمر لأحد معه ذكرهم أو مشيئتهم كقوله تعالى : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } [ الإنسان : 30 ] وهو تصريح بأنّ فعل العبد بمشيئة الله تعالى . وقرأ نافع بتاء الخطاب وهو التفات من الغيبة إلى الخطاب والباقون بياء الغيبة حملاً على ما تقدم من قوله تعالى : { كل امرئ } .

{ هو } أي : الله سبحانه وتعالى وحده { أهل التقوى } أي : أن يتقيه عباده ويحذروا غضبه بكل ما تصل قدرهم إليه لما له من الجلال والعظمة والقهر . وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة محضة وأبو عمرو بين بين ، وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين { وأهل المغفرة } أي : وحقيق أن يطلب غفرانه للذنوب لاسيما إذا اتقاه المذنب ؛ لأنّ له الجمال واللطف وهو القادر ولا قدرة لغيره فلا ينفعه شيء ولا يضرّه روى الترمذي وأحمد والحاكم عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } يقول الله تعالى : «أنا أهل أن أتقى فمن اتقى أن يشرك بي غيري فأنا أهل أن أغفر له » ووقف الكسائي على { أهل المغفرة } بالإمالة على أصله وورش بترقيق الراء وقفاً ووصلاً على أصله .

ختام السورة:

وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة المدثر أعطاه الله تعالى عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وكذب به » حديث موضوع .