أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

شرح الكلمات :

{ ألم تر } : أي ألم تنظر .

{ نافقوا } : أي أظهروا الإِيمان وأخفوا في نفوسهم الكفر .

{ لإِخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } : أي يهود بني النضير .

{ لئن أخرجتم } : أي من دياركم بالمدينة .

{ لنخرجن معكم } : أي نخرج معكم ولا نبقى بعدكم في المدينة .

{ وإن قوتلتم } : أي قاتلكم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

{ لننصرنكم } : أي بالرجال والسلاح .

{ والله يشهد إنهم لكاذبون } : أي فيما وعدوا به إخوانهم من بني النضير .

المعنى :

ما زال السياق في الحديث عن غزوة بني النضير فيقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم .

{ ألم تر } أي ما تنظر يا رسولنا إلى الذين نافقوا وهم عبد الله بن سلول ووديعة ومالك ابنا نوفل وسويد وداعس إذ بعثوا إلى بني النضير حين نزل بساحتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحربهم بعثوا إليهم أن اثبتوا وتمنعوا وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجنا معكم غير أنهم لم يفوا لهم ولم يأتهم منهم أحد وقذف الله الرعب في قلوبهم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإِبل من أموالهم إلا الحلْقة " السلاح " هذا معنى قوله تعالى { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإِخوانهم في الكفر } من أهل الكتاب " يهود بني النضير " لئن أخرجتم من المدينة لنخرجن معكم ، ولا نطيع فيكم أي في نصرتكم والوقوف إلى جنبكم أحداً كائنا من كان وإن لم يقاتلوا معهم ولم يخرجوا معهم كما خرجوا من ديارهم .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير حقيقة وهي أن الكفر ملة واحدة وأن الكافرين إخوان .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

قوله عز وجل : { ألم تر إلى الذين نافقوا } أي أظهروا خلاف ما أضمروا : يعني : عبد الله بن أبي سلول وأصحابه ، { يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } وهم اليهود من بني قريظة والنضير ، جعل المنافقين إخوانهم في الدين ، لأنهم كفار مثلهم . { لئن أخرجتم } من المدينة ، { لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً } يسألنا خذلانكم وخلافكم ، { أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم }يعني المنافقين . { لكاذبون . } .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

{ ألم تر إلى الذين نافقوا } الآية : نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول وقوم من المنافقين بعثوا إلى بني النضير ، وقالوا لهم : اثبتوا في حصونكم فإنا معكم كيف ما تقلبت حالكم .

{ ولا نطيع فيكم أحدا أبدا } أي : لا نسمع فيكم قول قائل ولا نطيع من يأمرنا بخذلانكم ثم كذبهم الله في هذه المواعيد التي وعدوا بها ، فإن قيل : كيف قال لئن نصروهم ليولن الأدبار بعد قوله لا ينصرونهم ؟ فالجواب : أن المعنى على الفرض والتقدير أي : لو فرضنا أن ينصروهم لولوا الأدبار .