الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُواْ } ، أي أظهروا خلاف ما أضمروا ، وهو مأخوذ من ( نافقاء اليربوع ) وهي أخذ جحرته ، إذا أُخذ عليه جحر أخذ من جحر آخر ، فيقال عند ذلك : نفق ونافق ، فشبه فعل المنافق بفعل اليربوع ؛ لأنه يدخل من باب ويخرج من باب ، فكذلك المنافق يدخل في الإسلام باللفظ ويخرج منه بالعقد . والنفاق لفظ إسلامي لم يكن يعرفه العرب قبل الإسلام .

{ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } وهم بنو قريظة والنضير { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ } من دياركم { لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً } سألنا خذلانكم وخلافكم { أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * } .