محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

{ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون } .

{ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } يعني بني النضير المتقدم ذكرهم وأخوتهم معهم أخوة دين واعتقاد أو أخوة صداقة وموالاة لأنهم كانوا معهم سرا على المؤمنين ، { لئن أخرجتم } أي من دياركم { لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم } أي في خذلانكم { أحدا أبدا } أي من الرسول صلوات الله عليه والمؤمنين ، { وإن قوتلتم لننصرنكم } أي لنعاونكم .

قال ابن جرير{[7045]} ذكر أن الذين نافقوا هم عبد الله بن أبي بن سلول ووديعة ومالك ابنا نوفل وسويد ، وداعس بعثوا إلى بني النضير حين نزل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للحرب أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم وإن قوتلتم قتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم فتربصوا لذلك من نصرهم فلم يفعلوا وقذف الله في قلوبهم الرعب فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة كما تقدم . { والله يشهد إنهم لكاذبون } أي لعلمه بأنهم لا يفعلون ذلك ، كما قال : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون } .


[7045]:انظر الصفحة رقم 45 منن الجزء الثامن والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).