أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

المعنى :

{ إن ربهم بهم يومئذ لخبير } كما هو اليوم خبير ، إلا أنها ساعة الحساب والمجازاة ، فذكر فيها علم الله تعالى وخبرته بالظواهر والبواطن ، والضمائر والسرائر ، فلا يخفى على الله من ذلك شيء ، وسيتم الجزاء العادل بحسب هذا العلم ، وتلك الخبرة الإِلهية .

فلو علم الكفور من الناس المحب للمال هذا وأيقنه لعدّل من سلوكه ، وأصلح من اعتقاده ، ومن أقواله وأعماله ، فالآيات دعوة إلى مراقبة الله تعالى بعد الإِيمان والاستقامة على طاعته .

/ذ9

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إن ربهم بهم يومئذ لخبير } الضمير في ربهم وبهم يعود على الإنسان ؛ لأنه يراد به الجنس ، وفي هذه الجملة وجهان :

أحدهما : أن هذه الجملة معمول { أفلا يعلم } فكان الأصل أن تفتح إن ، ولكنها كسرت من أجل اللام التي في خبرها .

والثاني : أن تكون هذه الجملة مستأنفة ، ويكون معمول { أفلا يعلم } محذوفا ويكون الفاعل ضميرا يعود على الإنسان ، والتقدير { أفلا يعلم الإنسان } حاله ، وما يكون منه { إذا بعثر ما في القبور } وهذا هو الذي قاله ابن عطية ، ويحتمل عندي أن يكون فاعل { أفلا يعلم } ضميرا يعود على الله ، والمفعول محذوف ، والتقدير { أفلا يعلم } الله أعمال الإنسان إذا بعثر ما في القبور ثم استأنف قوله : { إن ربهم بهم يومئذ لخبير } ، على وجه التأكيد ، أو البيان للمعنى المتقدم ، والعامل في { إذا بعثر } على هذا الوجه هو أفلا يعلم ، والعامل فيه على مقتضى قول ابن عطية هو المفعول المحذوف ، و{ إذا } هنا ظرفية بمعنى حين ووقت ، وليست بشرطية ، والعامل في { يومئذ } خبير ، وإنما خص ذلك بيوم القيامة ؛ لأنه يوم الجزاء بقصد التهديد ، مع أن الله خبير على الإطلاق .