إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إِنَّ رَبَّهُم } أي المبعوثينَ ، كَنَّى عنْهُم بعدَ الإحياءِ الثاني بضميرِ العُقلاءِ بعدَ مَا عبرَ عنهُمْ قبلَ ذلكَ بَما بناءً على تفاوتِهم في الحالينِ كما فعلَ نظيرَهُ بعد الإحياءِ الأولِ حيثُ التفتَ إلى الخطابِ في قولِه تعالَى : { وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار } [ سورة النحل ، الآية 78 ] الآية بعدَ قولِه : { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن روحِهِ } [ سورة السجدة ، الآية 9 ] إيذاناً بصلاحيتِهم للخطابِ بعد نفخِ الروحِ ، وبعدمِها قبلَه ، كما أُشيرَ إليهِ هناكَ { بِهِمُ } بذواتِهم وصفاتِهم وأحوالِهم بتفاصيلِها { يَوْمَئِذٍ } يومَ إذْ يكونُ ما ذكرَ من بعثِ ما في القبورِ وتحصيلِ مَا فِي الصدورِ { لخَبِيرٌ } أيْ عالمٌ بظواهرِ ما عملُوا وبواطنِه علماً موجباً للجزاءِ ، متصلاً بهِ ، كما ينبئُ عنْهُ تقييدُه بذلكَ اليومِ ، وإلاَّ فمطلقُ علمِه سبحانَهُ محيطٌ بَما كانَ وما سيكونُ ، وقولُه تعالَى بِهم ويومئذَ متعلقانِ بخبيرٍ ، قدمَا عليه لمراعاة الفواصلِ ، واللامُ غيرُ مانعةٍ من ذلكَ ، وقرأ ابنُ السَّماكِ " إنَّ ربَّهم بهمْ يومئذٍ خبيرٌ " .

ختام السورة:

عنِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قرأَ سورةَ والعادياتِ أُعْطِيَ منَ الأجرِ عشرَ حسناتٍ بعددِ منْ باتَ بمزدلفةَ وشهدَ جَمْعاً » .