قوله : { إِنَّ رَبَّهُم } : العامَّةُ على كَسْرِ الهمزةِ لوجودِ اللامِ في خبرِها . والظاهرُ أنَّها معلِّقَةٌ ل " يَعْلَمُ " فهي في محلِّ نصب ، ولكن لا يَعْمَلُ في " إذا " خبرُها لِما تقدَّم ؛ بل يُقَدَّرُ له عاملٌ مِنْ معناه كما تقدَّم . ويدلُّ على أنها مُعَلِّقَةٌ للعِلْمِ لا مستأنفةٌ قراءةُ أبي السَّمَّال وغيرِه " أنَّ ربَّهم بهم يؤمئذٍ خبيرٌ " بالفتح وإساقطِ اللامِ ، فإنَّها في هذه القراءةِ سادَّةٌ مَسَدَّ مفعولَيْها . ويُحْكَى عن الخبيثِ الروحِ الحَجَّاج أنه لما فَتَح همزةَ " أنَّ " استدرك على نفسِه فتعمَّد سقوطَ اللامِ . وهذا إنْ صَحَّ كُفْرٌ . ولا يُقالُ : إنها قراءةٌ ثابتةٌ ، كما نَقَلْتُها عن أبي السَّمَّال ، فلا يكفرُ ؛ لأنه لو قرأها كذلك ناقِلاً لها لم يُمْنَعْ منه ، ولكنه أسقطَ اللامَ عَمْداً إصلاحاً للِسانِه . وأجمعَ الأمةُ على أنَّ مَنْ زاد حرفاً في القرآن أو نَقَصَه عَمْداً فهو كافِرٌ ، وإنما قلتُ ذلك ؛ لأنِّي رأيتُ الشيخَ قال : " وقرأ أبو السَّمَّال والحجَّاج " ، ولا يُحْفَظُ عن الحجَّاجِ إلاَّ هذا الأثرُ السَّوْءُ ، والناسُ يَنْقُلونه عنه كذلك ، وهو أقلُّ مِنْ أَنْ يُنْقَلَ عنه .
و " بهم " و " يومئذٍ " متعلِّقان بالخبرِ ، واللامُ غيرُ مانعةٍ من ذلك ، وقُدِّما لأَجْلِ الفاصلةِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.