الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

قوله : { إِنَّ رَبَّهُم } : العامَّةُ على كَسْرِ الهمزةِ لوجودِ اللامِ في خبرِها . والظاهرُ أنَّها معلِّقَةٌ ل " يَعْلَمُ " فهي في محلِّ نصب ، ولكن لا يَعْمَلُ في " إذا " خبرُها لِما تقدَّم ؛ بل يُقَدَّرُ له عاملٌ مِنْ معناه كما تقدَّم . ويدلُّ على أنها مُعَلِّقَةٌ للعِلْمِ لا مستأنفةٌ قراءةُ أبي السَّمَّال وغيرِه " أنَّ ربَّهم بهم يؤمئذٍ خبيرٌ " بالفتح وإساقطِ اللامِ ، فإنَّها في هذه القراءةِ سادَّةٌ مَسَدَّ مفعولَيْها . ويُحْكَى عن الخبيثِ الروحِ الحَجَّاج أنه لما فَتَح همزةَ " أنَّ " استدرك على نفسِه فتعمَّد سقوطَ اللامِ . وهذا إنْ صَحَّ كُفْرٌ . ولا يُقالُ : إنها قراءةٌ ثابتةٌ ، كما نَقَلْتُها عن أبي السَّمَّال ، فلا يكفرُ ؛ لأنه لو قرأها كذلك ناقِلاً لها لم يُمْنَعْ منه ، ولكنه أسقطَ اللامَ عَمْداً إصلاحاً للِسانِه . وأجمعَ الأمةُ على أنَّ مَنْ زاد حرفاً في القرآن أو نَقَصَه عَمْداً فهو كافِرٌ ، وإنما قلتُ ذلك ؛ لأنِّي رأيتُ الشيخَ قال : " وقرأ أبو السَّمَّال والحجَّاج " ، ولا يُحْفَظُ عن الحجَّاجِ إلاَّ هذا الأثرُ السَّوْءُ ، والناسُ يَنْقُلونه عنه كذلك ، وهو أقلُّ مِنْ أَنْ يُنْقَلَ عنه .

و " بهم " و " يومئذٍ " متعلِّقان بالخبرِ ، واللامُ غيرُ مانعةٍ من ذلك ، وقُدِّما لأَجْلِ الفاصلةِ .