قوله : { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ } . العامة على كسر الهمزة لوجود اللام في خبرها ، والظاهر أنها معلقة ل «يَعْلَمُ » فهي في محل نصب ، ولكن لا يعمل في «إذا » خبرها لما تقدم ، بل يقدر له عامل من معناه كما تقدم . ويدل على أنها معلقة للعلم ، ولا مستأنفة . وقراءة أبي السمال{[60737]} وغيره : «أنَّ ربَّهم بهم يومئذٍ خبير » ، بالفتح وإسقاط اللام ، فإنها في هذه القراءة سادة مسد مفعولها .
ويحكى عن الحجاج - الخبيث الروح - أنه لما فتح همزة «أن » استدرك على نفسه ، وتعمد سقوط اللام ، وهذا إن صح كفر ، ولا يقال : إنها قراءة ثابتة ، كما نقل عن أبي السمَّال فلا يكفر ؛ لأنه لو قرأها كذلك ناقلاً لها لم يمنع منه ، ولكنه أسقط اللام عمداً إصلاحاً للسانه ، واجتمعت الأمة على أن من زاد حرفاً ، أو نقص حرفاً في القرآن عمداً فهو كافر .
قال شهاب الدين{[60738]} : وإنما قلت ذلك لأني رأيت أبا حيَّان قال{[60739]} : وقرأ أبو السمال والحجاج ، ولا يحفظ عن الحجاج إلا هذا الأثر السوء ، والناس ينقلونه عنه كذلك ، وهو أقل من أن ينقل عنه .
«ربهم ، ويومئذ » متعلقان بالخبر ، واللام غير مانعة من ذلك ، وقدما لأجل الفاصلة ، ومعنى «خَبِيرٌ » أي : عالم لا يخفى عليه منهم خافية ، وهو عالم بهم في ذلك اليوم ، وفي غيره ، ولكن المعنى : أنه يجازيهم في ذلك اليوم .
روى الثعلبي عن أبيّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورةَ { والعاديات } أعطيَ مِنَ الأجْرِ عَشْرَ حسَناتٍ بعددِ مَنْ بَاتَ بالمُزدلفةِ ، وشَهِدَ جَمْعاً »{[1]} ، والله أعلم ، وهو حسبي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.