محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إن ربهم بهم يومئذ لخبير } أي عالم بأسرارها وضمائرهم وأعمالهم ، فيجازيهم على حسبها يومئذ . وتقديم الظرف إما لمكان نظم السجع ورعاية الفواصل أو التخصيص لوقوع علمه تعالى كناية عن مجازاته ، وهي إنما تكون يومئذ .

قال الرازي : وإنما خص أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارح ؛ لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ، فإنه لولا البواعث والإرادات في القلوب لما حصلت أعمال الجوارح ، ولذلك جعلها تعالى الأصل في الذم ، فقال {[7536]} { آثم قلبه } ، والأصل في المدح فقال{[7537]} { وجلت قلوبهم } .


[7536]:2 / البقرة /283.
[7537]:8 / الأنفال / 2 و 22 / الحج / 35.