أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

شرح الكلمات :

{ كمثل الشيطان إذ قال للإِنسان } : أي ومثلهم أيضا في سماعهم من المنافقين وخذلانهم لهم كمثل الشيطان إذ قال للإِنسان .

{ أكفر فلما كفر قال إني بريء منك } : أي قال له الشيطان بعد أن كفره إني بريء منك .

/د15

وقوله تعالى : { كمثل الشيطان إذ قال للإِنسان اكفر } بوسائله الخاصة فلما كفر الإِنسان تبرأ منه الشيطان وقال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين كذلك حال بني النضير مع المنافقين حيث حرضوهم على الحرب والقتال وواعدوهم أن يكونوا معهم ثم خذلوهم وتركوهم وحدهم .

الهداية :

- التحذير من سبل الشيطان وهي الإِغراء بالمعاصي وتزيينها فإذا وقع العبد في الهلكة تبرأ الشيطان منه وتركه في محنته وعذابه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

{ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر } مثل الله المنافقين الذين أغووا يهود بني النضير ثم خذلوهم بعد ذلك بالشيطان فإنه يغوي ابن آدم ثم يتبرأ منه والمراد بالشيطان والإنسان هنا الجنس ، وقيل : أراد الشيطان الذي أغوى قريشا يوم بدر وقال لهم : إني جار لكم ، وقيل : المراد بالإنسان برصيص العابد ، فإنه استودع امرأة فزين له الشيطان الوقوع عليها فحملت فخاف الفضيحة فزين له الشيطان قتلها فلما وجدت مقتولة تبين ما فعل فتعرض له الشيطان قال له : اسجد لي أنجيك فسجد له فتركه الشيطان وقال له : { إني بريء منك }وهذا ضعيف في النقل ، والأول أرجح .