جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

{ كمثل الشيطان } أي : مثل المنافقين في إغراء اليهود كمثل الشيطان{ إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك } تبرأ عنه في العاقبة ، كما فعل براهب{[4976]} حمله على الفجور{[4977]} ، ثم على سجوده ، ثم تبرأ منه . وكما قال يوم بدر :{ لا غالب لكم اليوم من الناس ، وإني جار لكم } إلى قوله :{ إني بريء منكم }[ الأنفال :48 ]{ إني أخاف الله رب العالمين } .


[4976]:عن علي بن أبي طالب إن رجلا كان يتعبد في صومعة،، وأن امرأة كان لها إخوة فعرض لها شيء فأتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها فحملت، فجاءه الشيطان فقال: اقتلها فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت فقتلها ودفنها فجاءوه وأخذوه فذهبوا به فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال: إني أنا الذي زينت لك فاسجد لي سجدة أنجيك فسجد له، فذلك قوله:{كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر} الآية أخرجه أحمد في الزهد والبخاري في تاريخه والحاكم وصححه والبيهقي وغيرهم/12 فتح. [وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر كما في "الدر منثور" (6/295)]
[4977]:واسمه برصيصا قصته مشهورة ذكرها البغوي وأوردها السيوطي في الدر المنثور عن علي وابن مسعود وابن عباس وقولهم: عن أبي أمامة مرفوعا وعزاه إلى البيهقي/12 كمالين.