أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

شرح الكلمات :

{ أنزل السكينة في قلوب المؤمنين } : أي الطمأنينة بعد ما أصابهم من الاضطراب والقلق من الصلح .

{ وكان الله عليما حكيما } : أي عليما بخلقه حكيما في تدبيره لأوليائه .

المعنى :

وقوله تعالى { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } أي هو الله المنعم عليك بما ذكر لك الذي أنزل السكينة أي الطمأنينة على قلوب المؤمنين من أصحابك وكان عددهم ألفا وأربعمائة صاحب أنزل السكينة عليهم بعد اضطراب شديد أصاب نفوسهم دل عليه قول عمر رضي الله عنه لرسول صلى الله عليه وسلم ألست نبيَّ الله حقا ؟ قال : " بلى ، " قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : " بلى ، " قلت فَلِمَ نُعطى الدنيّة في ديننا إذاً ؟ قال " إني رسول الله ولستُ أعصيه وهو ناصري . " قلت أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال فأتيت أبا بكر فقالت يا أبا بكر أليس هذا نبئ الله حقا ؟ قال بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال بلى ، قلت : فَلِمَ نُعطى الدنيّة في ديننا ؟ قال أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بِغَرْزِهِ أي سر على نهجه ولا تخالفه . فوالله إنه لعلى الحق ، قلت أليس كان يحدثنا انه سيأتي البيت ويطوف به ؟ قال بلى . قال فهل أخبرك أنه العام ؟ قلت : لا ، قال فإِنك تأتيه وتطوف به . وقوله { ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } أي بشرائع الإِسلام كلما نزل حكم آمنوا به وعملوا به ومن ذلك الجهاد وبذلك يكون إيمانهم في ازدياد . وقوله تعالى ولله جنود السموات والأرض أي ملائكة السماء وملائكة الأرض وكل ذي شوكة وقوة من الكائنات هو لله كغيره ويسخره كما يشاء ومتى شاء فقد يسلط جيشاً كافراً على جيش كافر نصرة لجيش مؤمن والمراد من هذا انه تعالى قادر على نصرة نبيّه ودينه بغيركم أيها المؤمنون وكان الله وما زال أزلا وأبدا عليما بخلقه حكيما في تدبير أمور خلقه .

الهداية :

من الهداية :

- إنعام الله على العبد يوجب الشكر والشكر يوجب المغفرة وزيادة الإِنعام .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

قوله تعالى : " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " " السكينة " : السكون والطمأنينة . قال ابن عباس : كل سكينة في القرآن هي الطمأنينة إلا التي في " البقرة " {[13984]} . وتقدّم معنى زيادة الإيمان في " آل عمران " {[13985]} . " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " قال ابن عباس : بعث النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدقوه فيها زادهم الصلاة ، فلما صدقوه زادهم الزكاة ، فلما صدقوه زادهم الصيام ، فلما صدقوه زادهم الحج ، ثم أكمل لهم دينهم ، فذلك قوله : " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " أي تصديقا بشرائع الإيمان مع تصديقهم بالإيمان . وقال الربيع بن أنس : خشية مع خشيتهم . وقال الضحاك : يقينا مع يقينهم . " ولله جنود السماوات والأرض " قال ابن عباس : يريد الملائكة والجن والشياطين والإنس " وكان الله عليما " بأحوال خلقه " حكيما " فيما يريده .


[13984]:راجع ج 3 ص 248.
[13985]:راجع ج 4 ص 280.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

{ هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما }

{ هو الذي أنزل السكينة } الطمأنينة { في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم } بشرائع الدين كلما نزَّل واحدة منها آمنوا بها ومنها الجهاد { ولله جنود السماوات والأرض } فلوا أراد نصر دينه بغيركم لفعل { وكان الله عليماً } بخلقه { حكيماً } في صنعه ، أي لم يزل متصفاً بذلك .