فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

{ هُوَ الذي أَنزَلَ السكينة فِي قُلُوبِ المؤمنين } أي السكون والطمأنينة بما يسره لهم من الفتح ؛ لئلا تنزعج نفوسهم لما يرد عليهم { لِيَزْدَادُواْ إيمانا مَّعَ إيمانهم } أي ليزدادوا بسبب تلك السكينة إيماناً منضماً إلى إيمانهم الحاصل لهم من قبل . قال الكلبي : كلما نزلت آية من السماء ، فصدّقوا بها ازدادوا تصديقاً إلى تصديقهم ، وقال الربيع بن أنس : خشية مع خشيتهم . وقال الضحاك : يقيناً مع يقينهم { وَلِلَّهِ جُنُودُ السموات والأرض } يعني : الملائكة والإنس والجن والشياطين يدبر أمرهم كيف يشاء ، ويسلط بعضهم على بعض ، ويحوط بعضهم ببعض { وَكَانَ الله عَلِيماً } كثير العلم بليغه { حَكِيماً } في أفعاله وأقواله .

/خ7