الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

ثم قال : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين } [ 4 ] أي : جعل السكون والطمأنينة في قلوب المؤمنين إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم{[63840]}

ليزدادوا إيمانا{[63841]} وتصديقا{[63842]} مع تصديقهم . قال ابن عباس : السكينة الرحمة ، وقال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم{[63843]} بشهادة أن لا إله إلا الله فلما صدق بها المؤمنون زادهم الصلاة ، فلما صدقوا بها زادهم الصيام ، فلما صدقوا زادهم الزكاة ، فلما صدقوا بها زادهم الحج ، ثم أكمل لهم دينهم ، فقال : { اليوم أكملت لك دينكم وأتممت عليكم نعمتي }{[63844]} الآية .

قال ابن عباس : فأوثق إيمان{[63845]} أهل السماوات والأرض وأصدقه وأكمله شهادة لا إله إلا الله{[63846]} .

ثم قال تعالى : { ولله جنود السماوات والأرض } أي{[63847]} : عبيده وخلقه ينتقم ممن يشاء من أعدائه .

ثم قال : { وكان الله عليما حكيما } أي : لم يزل ذا علم بما هو كائن قبل كونه{[63848]} وما خلقه عاملون{[63849]} قبل خلقهم ، حكيما في تدبيره خلقه .


[63840]:ساقط من ع، وانظر: تفسير الغريب 412.
[63841]:ع: ليزدادوا تصديقا".
[63842]:ح : "تصديق": وهو خطأ.
[63843]:ع: "عليه والسلام".
[63844]:المائدة: آية 4، وانظر: تفسير ابن كثير 4/175، وتفسير القرطبي 16/264، والدر المنثور 7/514.
[63845]:ع: "فأوثق أهل الإيمان أهل السماوات".
[63846]:انظر: جامع البيان 26/45، والدر المنثور 7/514.
[63847]:ح: "أي هم عبيده".
[63848]:ح : "قبل خلقه".
[63849]:ح: "وما خالقه عالمون": وهو تحريف.