أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

المعنى :

وقد كفروا به من قبل أي لاسيما وأنهم قد عُرض عليهم الإِيمان وهم قادرون عليه فرفضوه فكيف يمكنون منه الآن .

وقوله { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد } أي وها هم اليوم في الدنيا يقذفون بالغيب محمداً صلى الله عليه وسلم بقواصم الظهر مرة يقولون كاذب ومرة ساحر ومرة شاعر وأخرى مجنون وكل هذا رجما بالغيب لا شبهة لهم فيه ولا أدنى ريبة تدعوهم إليه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَدۡ كَفَرُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۖ وَيَقۡذِفُونَ بِٱلۡغَيۡبِ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (53)

قوله تعالى : " وقد كفروا به " أي بالله عز وجل وقيل : بمحمد " من قبل " يعني في الدنيا . " ويقذفون بالغيب من مكان بعيد " العرب تقول لكل من تكلم بما لا يحقه{[13087]} : هو يقذف ويرجم بالغيب . " من مكان بعيد " على جهة التمثيل لمن يرجم ولا يصيب ، أي يرمون بالظن فيقولون : لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار ، رجما منهم بالظن . قاله قتادة . وقيل : " يقذفون " أي يرمون في القرآن فيقولون : سحر وشعر وأساطير الأولين . وقيل : في محمد ، فيقولون ساحر شاعر كاهن مجنون . " من مكان بعيد " أي إن الله بعد لهم أن يعلموا صدق محمد . وقيل : أراد البعد عن القلب ، أي من مكان بعيد عن قلوبهم . وقرأ مجاهد " ويقذفون بالغيب " غير مسمى الفاعل ، أي يرمون به . وقيل : يقذف به إليهم من يغويهم ويضلهم .


[13087]:حق الأمر يحقه وأحقه: كان منه على يقين.