أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (56)

شرح الكلمات :

{ إن في صدورهم إلا كبر } : أي ما في صدورهم إلا كبر حملهم على الجدال في الحق ، لا أن لهم علماً يجادلون به ، وإنما حبهم العلو والغلبة حملهم على ذلك

{ فاستعذ بالله } : أي استعذ من شرهم بالله السميع لأقوالهم العليم بأعمالهم ونياتهم وأحوالهم .

المعنى :

وقوله { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان } أي حجة من علم إلهي أتاهم بطريق الوحي إن في صدورهم أي ما في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه أي لا يصلون إليه بحال وهو الرئاسة عليك والتحكم فيك وفي أصحابك . وعليه فاستعذ بالله من شرهم ومن مكرهم إنه تعالى هو السميع لأقوالهم البصير بأحوالهم وأعمالهم ، وسوف لا يمكن لهم منك أبداً لقدرته وعلمه وعجزهم وجهلهم .

الهداية :

الهداية :

- أكثر ما يجادل بالباطل ليزيل به الحق إنما يجادل من كبر يريد الوصول إليه وهو التعالي والغلبة والقهر للآخرين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (56)

{ 56 } { إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

يخبر تعالى أن من جادل في آياته ليبطلها بالباطل ، بغير بينة من أمره ولا حجة ، إن هذا صادر من كبر في صدورهم على الحق وعلى من جاء به ، يريدون الاستعلاء عليه بما معهم من الباطل ، فهذا قصدهم ومرادهم .

ولكن هذا لا يتم لهم وليسوا ببالغيه ، فهذا نص صريح ، وبشارة ، بأن كل من جادل الحق أنه مغلوب ، وكل من تكبر عليه فهو في نهايته ذليل .

{ فَاسْتَعِذْ } أي : اعتصم والجأ { بِاللَّهِ } ولم يذكر ما يستعيذ ، إرادة للعموم . أي : استعذ بالله من الكبر الذي يوجب التكبر على الحق ، واستعذ بالله من شياطين الإنس والجن ، واستعذ بالله من جميع الشرور .

{ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ } لجميع الأصوات على اختلافها ، { الْبَصِيرُ } بجميع المرئيات ، بأي محل وموضع وزمان كانت .