أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ} (33)

شرح الكلمات :

{ وآية لهم الأرض الميتة } : أي على صحة البعث ووجوده لا محالة .

{ أحييناها } : بإِنزال المطر عليها فأصبحت حيّة بالنبات والزروع .

المعنى :

لما تقدم في الآيات قبل هذه تقرير عقيدة البعث والجزاء في قوله تعالى : { وإن كلٌ لما جميع لدينا محضرون }ذكر هنا الدليل العقلي على صحة إمكان البعث فقال { وآية لهم } أي : على صحة البعث الأرض الميتة التي أصابها المحل فلا نبات فيها ولا زرع أحييناها بالمطر ، فأنبتت من كل زوج بهيج ، فهذه آية أي : علامة كبرى وحجة واضحة على إمكان البعث ، إذ الخليقة تموت ولم يبق إلا الله تعالى { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإِكرام } ، ثم ينزل الله تعالى ماء من تحت العرش فتحيا البشرية على طريقة الأرض الميتة ينزل عليها المطر فتحيا بالنبات . وهذه المرة تحيا بالبشر إذ يُركب خلقهم من عظم يقال له : عجب الذنب هو في بطن الأرض لا يتحلل ومنه يركب الخلق ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح . هذا معنى قوله تعالى في الاستدلال على البعث { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً } أي : حبّ البُر فمنه أي من ذلك يأكلون الخبز .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير عقيدة البعث والجزاء التي هي القوة الدافعة للإِنسان على فعل الخيرات وترك الشرور والمنكرات .