الآية 33 وقوله تعالى : { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون } جائز أن يكون قوله : { وآية لهم } أي : آية البعث لهم ما رأوا الأرض الميتة في وقت يابسة ، لا نبات فيها ، ولا شيء ، ثم رأوها حيّة مخضرّة متزيّنة بأنواع النبات متلوّنة بألوان الخارج منها ، فيُخبر إن من قدر على هذا لقادر على إحياء الموتى بعد ما بليت أجسادهم ، وصاروا رمادا ، وإن من قدر على هذا لا يعجزه شيء ، ولا يصعب عليه شيء . فهذه آية ظاهرة على البعث مشاهدة محسوسة .
وفيه آية يُحتاج إلى أن يستخرج منها الحكمة ، وهو ما ذكر { وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون } أنه لما أخرج من الأرض حبا ، وجعل غذاءهم فيه من غير أن يستوجبوا ذلك منه ، دل أنه إنما جعل ليمتحنهم بأنواع المحن على علم منه أن منهم من يشكر ، ومنهم من يكفر ، وقد سوّى بينهم في هذه بين الكافر منهم وبين الشاكر ، فلا بد من دار أخرى ، فيها يقع التمييز بينهم : الثواب للشاكر ، والعقاب للكافر ، إذ في الحكمة التفريق لا الجمع . وعلى ذلك ما ذكر من جعل الجنان لهم والنخيل والأعناب وتفجير العيون وغيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.