محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ} (33)

{ وآية لهم } أي : عبرة لأهل مكة عظيمة { الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا } أي :بالنبات / لتدل على إحياء الموتى { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } أي : وليأكلوا مما عملته أيديهم ، وهو ما يتخذ منه كالعصير والدبس ونحوهما ، على ما استظهره القاضي . وقال الزمخشري : أي عملته بالغرس والسقي والآبار . قيل : و هذا التفسير خلاف الظاهر . أي لاحتياجه إلى تجوز ، إلا أن فيه تذكيرا بلذة ثمرة العمل وسرور النفس بعده . وفي الحديث ( أفضل الكسب بيع مبرور ، وعمل الرجل بيده ) رواه الإمام{[6326]} أحمد عن أبى بردة . وجوّز أن تكون ( ما ) نافية ، والمعنى : أن الثمر بخلق الله لا بفعلهم { أفلا يشكرون } أي :خالق هذه النعم الجسام بعبادته وحده . وهو إنكار لعدم قيامهم بواجب الشكر .


[6326]:أخرجه في المسند بالصفحة رقم466 من الجزء الثالث طبعة الحلبي).