فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ} (33)

ثم ذكر سبحانه البرهان على التوحيد والحشر مع تعداد النعم وتذكيرها فقال : { وَآيَةٌ لَّهُمُ } على البعث والتوحيد { وَآيَةٌ لَّهُمُ } :على البعث والتوحيد { الأَرْضُ الْمَيْتَةُ } فآية :خبر مقدم وتنكيرها للتفخيم ، ولهم صفتها أو متعلقة بآية ، لأنها بمعنى :علامة ،

و{ الأرض }مبتدأ ويجوز أن يكون{ آية } مبتدأ لكونها قد تخصصت بالصفة ، وما بعدها الخبر . قرئ ميتة بالتشديد والتخفيف .

{ أَحْيَيْنَاهَا } : مستأنفة مبينة لكيفية كونها آية ، وقيل : هي صفة للأرض فنبههم الله بهذا على إحياء الموتى ، وذكرهم نعمه ، وكمال قدرته فإنه سبحانه أحيى الأرض بالنبات ، وأخرج منها الحبوب التي يأكلونها ويتغذون بها ، وهو معنى قوله :

{ وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } : وهو ما يقتاتونه من الحبوب وتقديم منه للدلالة على أن الحب معظم ما يؤكل وأكثر ما يقوم به المعاش .