مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ} (33)

{ وَءَايَةٌ لَّهُمُ } : مبتدأ وخبر أي : وعلامة تدل على أن الله يبعث الموتى إحياء الأرض الميتة ، ويجوز أن يرتفع { ءَايَة } بالابتداء و { لَهُمْ } صفتها ، وخبرها { الأرض الميتة } : اليابسة . وبالتشديد : مدني { أحييناها } بالمطر وهو استئناف بيان لكون الأرض الميتة آية وكذلك { نَسْلَخُ } ويجوز أن توصف الأرض والليل بالفعل ؛ لأنه أريد بهما جنسان مطلقان لا أرض وليل بأعيانهما ، فعوملا معاملة النكرات في وصفهما بالأفعال ونحوه :

ولقد أمر على اللئيم يسبني . . . { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً } :أريد به الجنس { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } : قدم الظرف ليدل على أن الحب هو الشيء الذي يتعلق به معظم العيش ويقوم بالارتزاق منه صلاح الإنس ، وإذا قل جاء القحط ووقع الضر ، وإذا فقد حضر الهلاك ونزل البلاء .