التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

{ يوم تبلى السرائر } يعني : يوم القيامة ، والسرائر جمع سريرة وهي ما أسر العبد في قلبه من العقائد والنيات ، وما أخفى من الأعمال وبلاؤها هو تعرفها والاطلاع عليها ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن السرائر الإيمان والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة " وهذه معظمها فلذلك خصها بالذكر ، والعامل في { يوم } قوله : { رجعه } أي : يرجعه يوم تبلى السرائر ، واعترض بالفصل بينهما وأجيب بقوة المصدر في العمل ، وقيل : العامل قادر واعترض بتخصيص القدرة بذلك اليوم وهذا لا يلزم لأن القدرة وإن كانت مطلقة فقد أخبر الله أن البعث إنما يقع في ذلك اليوم ، وقال : من احترز من الاعتراضين في القولين المتقدمين : العامل فعل مضمر من المعنى تقديره يرجعه يوم تبلى السرائر ، وهذا كله على المعنى الصحيح في رجعه ، وأما على الأقوال الأخر فالعامل في يوم مضمر تقديره اذكر .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

قوله : { يوم تبلى السرائر } يوم ، ظرف . والعامل فيه مقدر . أي يرجعه الله يوم تبلى السرائر . وقيل : يوم ، منصوب على أنه مفعول به لفعل مقدر وتقديره واذكر . أي واذكر يوم تبلى السرائر ، والسرائر جمع سريرة وهي ما يستكنّ في القلوب من العقائد والنوايا . والمراد هنا عرض الأعمال ونشر الصحف وانكشاف ما كانت تخفيه طوايا الصدور . وحينئذ يستبين الحق من الباطل ويتميز الخبيث من الطيب .