التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا} (17)

{ فمهل الكافرين } أي : لا تستعجل عليهم بالعقوبة لهم أو بالدعاء عليهم وهذا منسوخ بالسيف . { أمهلهم رويدا } أي : إمهالا يسيرا قليلا يعني إلى قتلهم يوم بدر أو إلى الدار الآخرة وجعله يسيرا لأن كل آت قريب ولفظ رويدا هذا صفة لمصدر محذوف وقد تقع بمعنى الأمر بالتساهل كقولك : رويدا يا فلان وكرر الأمر في قوله : { أمهلهم } وخالف بينه وبين لفظ مهل لزيادة التسكين والتصبير قاله الزمخشري .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا} (17)

قوله : { فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا } لا تستعجل العذاب لهم ، ولا تسأل الله أن يعجّل هلاكهم ، بل ذرهم لأمر الله وتدبيره ، وما يعدّه لهم من سوء المصير . حتى إذا حان الأجل المقدور حاق بهم البلاء والتدمير { أمهلهم رويدا } أمهلهم ، بدل من " مهّل " والإمهال معناه الإنظار : والتمهل معناه الاتئاد . ورويدا ، منصوب على أنه مصدر مؤكد . أو صفة لمصدر محذوف . والمعنى : أمهل الكافرين الماكرين إمهالا قريبا{[4799]} .


[4799]:فتح القدير جـ 5 ص 420، 421 وتفسير القرطبي جـ 20 ص 10- 12 والكشاف جـ 4 ص 242.