التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

{ والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى } المرعى هو النبات الذي ترعاه البهائم ، والغثاء هو النبات اليابس المحتطم ، وأحوى معناه أسود وهو صفة لغثاء والمعنى أن الله أخرج المرعى أخضر فجعله بعد خضرته غثاء أسود لأن الغثاء إذا قدم تعفن واسود ، وقيل : إن أحوى حال من المرعى ، ومعناه : الأخضر الذي يضرب إلى السواد وتقديره الذي أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء ، وفي هذا القول تكلف .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

قوله : { فجعله غثاء أحوى } غثاء ، منصوب على أنه مفعول ثان ، لأن جعله ههنا بمعنى صيّره . أو على الحال إن كان جعله بمعنى خلقه{[4800]} والمعنى أن الله جعله بعد خضرته وغضاضته ورفيفه { غثاء } أي هشيما جافا يابسا { أحوى } متغيرا إلى الحوّة وهي السواد من بعد البياض أو الخضرة من شدة اليبس . وقيل : الغثاء ، معناه اليبس . والأحوى ، المسودّ من القدم{[4801]} .


[4800]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 508.
[4801]:مختار الصحاح ص 164.