التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآيِٕ رَبِّهِمۡ لَكَٰفِرُونَ} (8)

{ أولم يتفكروا في أنفسهم } يحتمل معنيين :

أحدهما : أن تكون النفس ظرفا للفكرة في خلق السموات والأرض كأنه قال : أولم يتفكروا بعقولهم فيعلموا أن الله ما خلق السموات والأرض إلا بالحق .

الثاني : أن يكون المعنى : أو لم يتفكروا في ذواتهم وخلقتهم ليستدلوا بذلك على الخالق ، ويكون قوله : { ما خلق } الآية : استئناف كلام ، والمعنى الأول أظهر .