النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآيِٕ رَبِّهِمۡ لَكَٰفِرُونَ} (8)

قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم{[2166]} مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ } يحتمل أربعة أوجه :

أحدها : بالعدل .

الثاني : بالحكمة .

الثالث : إلا ما استحق عليهم الطاعة والشكر .

والرابع : قاله الفراء ، معناه إلا للحق يعني الثواب والعقاب .

{ وَأَجَلِ مُّسَمًّى } فيه وجهان :

أحدهما : قيام الساعة ، قاله ابن عباس .

الثاني : وهو محتمل أنه أجل كل مخلوق على ما قدر له .

فدل ذلك على أمرين :

أحدهما : دل به على الفناء وعلى أن لكل مخلوق أجلاً .

الثاني : نبه على ثواب المحسن وعقاب المسيء .


[2166]:قال الزجاج: في الكلام حذف، أي فيعلموا، لأن في الكلام دليلا عليه.