الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآيِٕ رَبِّهِمۡ لَكَٰفِرُونَ} (8)

قوله : { فِي أَنفُسِهِمْ } : ظرفٌ للتفكُّر . وليس مفعولاً للتفكُّر ، إذ متعلِّقُه [ ما ] خَلَق السماواتِ والأرضَ .

قوله : " ما خَلَقَ " " ما " نافيةٌ . وفي هذه الجملةِ وجهان ، أحدهما : أنها مستأنفةٌ لا تَعَلُّقَ لها بما قبلَها . والثاني : أنها معلِّقَةٌ للتفكُّرِ ، فتكونُ في محلِّ نصبٍ على إسقاطِ الخافضِ . ويَضْعُفُ أَنْ تكونَ استفهاميةً بمعنى النفيِ . وفيها الوجهان المذكوران .

و " بالحقِّ إمَّا سببيَّةٌ ، وإمَّا حاليةٌ .

قوله : " بلقاءِ " متعلقٌ ب " لَكافرون " . واللامُ لا تَمْنَعُ مِنْ ذلك لكونِها في حَيِّزِ " إنَّ " .