جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآيِٕ رَبِّهِمۡ لَكَٰفِرُونَ} (8)

{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ } ، التفكر لا يكون إلا في القلوب لكن فيها زيادة تصوير لحال المتفكرين كقولك : أضمره في نفسك ، { مَا خَلَقَ اللَّهُ } ، ما نافية متعلق بمحذوف ، أي : فيقولوا أو فيعلموا ما خلق الله ، { السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا } : ملتبسة ، { بِالْحَقِّ } : لا عبثا وباطلا ، { وَأَجَلٍ مُّسَمًّى } : تنتهي عنده وهو قيام الساعة ، عطف على الحق ، أو معناه أو لم يتفكروا في أمر أنفسهم فإنها عالم صغرى فيعلموا حقيقة خلق العالم الكبرى وفناءه ، ومن عرف نفسه فقد عرف ربه ، { وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ{[3942]} بِلِقَاء رَبِّهِمْ } : قيام الساعة ، { لَكَافِرُونَ } : جاحدون ،


[3942]:لما كان معظم نعيم الآخرة لقاء الله سمى الآخرة باللقاء، فيا رب لا تحرمنا من النظر إلى وجهك الكريم /12 وجيز.