تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

لما جيء سليمان ، عليه السلام ، بعرش بلقيس قبل قدومها ، أمر به أن يغير بعض صفاته ، ليختبر معرفتها وثباتها عند رؤيته ، هل تقدم على أنه عرشها أو أنه ليس به ، فقال : { نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ } .

قال ابن عباس : نزع عنه فصوصه ومرافقه .

وقال مجاهد : أمر به فغير ما كان أحمر جعل أصفر ، وما كان أصفر جعل أحمر : وما كان أخضر جعل أحمر ، غَيَّر كل شيء عن حاله .

وقال عكرمة : زادوا فيه ونقصوا .

[ وقال قتادة : جعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره ، وزادوا فيه ونقصوا ]{[22052]} .


[22052]:- زيادة من ف ، أ.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

أراد سليمان عليه السلام في هذا «التنكير » تجربة ميزها ونظرها وليزيد في الإغراب عليها ، وروت فرقة أن الجن أحست من سليمان أو ظنت به أنه ربما تزوج بلقيس ، فكرهوا ذلك وعابوها عنده بأنها غير عاقلة ولا مميزة وبأن رجلها كحافر دابة ، فجرب عقلها وميزها بتنكير عرشها ، وجرب أمر رجلها بأمر الصرح ، لتكشف عن ساقيها عنده ، وقرأ أبو حيوة «تنظُر » بضم الراء ، و «تنكير العرش » تغيير وضعه وستر بعضه ، ونحو هذا ، وقال ابن عباس ومجاهد والضحاك تنكيره بأن زيد فيه ونقص منه ، ويعترض هذا بأن من حقها على هذا أن تقول ليس به وتكون صادقة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال} سليمان: {نكروا لها عرشها} زيدوا في السرير، وانقصوا منه، {ننظر إذا جاءت {أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون}، يقول: أتعرف العرش أم تكون من الذين لا يعرفون؟.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قال سليمان لما أتى عرش بلقيس صاحبة سبأ، وقدمت هي عليه، لجنده: غيّروا لهذه المرأة سريرها... عن ابن عباس: فلما أتته "قالَ نَكّرُوا لَهَا عَرْشَها "قال: وتنكير العرش، أنه زيد فيه ونقص...

وقوله: "نَنْظُرْ أتَهْتَدِي" يقول: ننظر أتعقل فتثبت عرشها أنه هو الذي لها، "أمْ تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لا يَهْتَدُونَ" يقول: من الذين لا يعقلون فلا تثبت عرشها.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون} قال أهل التأويل: {أتهتدي} أنه عرشها أم لا تهتدي إليه؟ وجائز أن يكون قوله {ننظر}: {أتهتدي} إلى دين الله وتوحيده أم تكون من الذين لا يهتدون إلى دين الله؟

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{نَكِّرُواْ} اجعلوه متنكراً متغيراً عن هيئته وشكله، كما يتنكر الرجل للناس لئلا يعرفوه... {أتهتدى} لمعرفته، أو للجواب الصواب إذا سئلت عنه، أو للدين والإيمان بنبوّة سليمان عليه السلام إذا رأت تلك المعجزة البينة، من تقدّم عرشها وقد خلفته وأغلقت عليه الأبواب ونصبت عليه الحرَّاس.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن قوله: {نكروا} معناه اجعلوا العرش منكرا مغيرا عن شكله كما يتنكر الرجل للناس لئلا يعرفوه، وذلك لأنه لو ترك على ما كان لعرفته لا محالة، وكان لا تدل معرفتها به على ثبات عقلها وإذا غير دلت معرفتها أو توقفها فيه على فضل عقل...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وهناك تفسيران لجملة (أتهتدي) فقال بعضهم: المراد منها معرفة عرشها. وقال بعضهم: المراد من هذه الجملة أنّها هل تهتدي إلى الله برؤية المعجزة، أو لا؟! إلاّ أنّ الظاهر هو المعنى الأوّل، وإن كان المعنى الأوّل بنفسه مقدمة للمعنى الثّاني.