فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

{ قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون41 فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين 42 وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين43 }

فلما رأى سليمان عرش الملكة بلقيس بين يديه لم يستخفه حول ، ولا ركن إلى شيء مما أوتي ، ولكن كان العبد الشكور الذكور ، فأقر بالنعمة للمنعم جل علاه ، وذكر وذكّر بسنن الله ، وأنه يبتلي بالشر والخير فتنة{ ليبلوني أأشكر أم أكفر } والمولى الغني الحميد لن يزيد ملكه شكر الشاكرين ، بل الربح والمزيد للحامدين ، مصداقا لوعد رب العالمين ) . . لئن شكرتم لأزيدنكم . . ( ، ثم أمر سليمان من عنده من الجند أن يغيروا شيئا من صفات عرش بلقيس حتى إذا ما جاءت جربنا مدى استنارة عقلها ، واهتداء قلبها ، وأقبلت بلقيس بأتباعها ، فلما مرت بهذا العرش الذي بدلت أشكاله وأحواله سئلت : أهذا يشبه عرشك ؟ فأجابت : كأنه عرشي ، فأناب سليمان العبد الأواب- كثير الرجوع إلى ربه عز وجل موصول القلب به- وأثنى على الله تعالى شاكرا أنعمه ، غير آمن مكره ، مستيقنا من حكمة مولاه ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا . . ( {[2855]}معتزا بما هدي إليه من الدين الحق وعلم اليقين


[2855]:سورة الملك. من الآية 2.