بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

قوله عز وجل : { قَالَ نَكّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } يعني : قال سليمان عليه السلام : غيّروا لها عرشها عن صورته ، والتنكير هو التغيير يقال : نكرته فنكر ، أي غيرته ، فتغير .

وروى الضحاك عن ابن عباس قال : التنكير أن يزاد فيه أو ينقص منه يعني : زيدوا في سريرها ، وانقصوا منه ، حتى نرى أنها تعرف سريرها أم لا ، وذلك قوله : { نَنظُرْ أَتَهْتَدِى } يعني : أتعلم أنه عرشها { أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لاَ يَهْتَدُونَ } يعني : لا يعلمون يقال : إنه جعل أعلاه أسفله ، وأسفله أعلاه . ويقال : إنه أمر بذلك ، لأن الجن قالوا لسليمان عليه السلام في عقلها شيء من النقصان ، فأراد سليمان أن يمتحن عقلها ، فأمر بأن يغير السرير ، ويسألها عن ذلك .