فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

قوله : { نَكّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } التنكير التغيير ، يقول غيروا سريرها إلى حال تنكره إذا رأته . قيل جعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه ، وقيل : غير بزيادة ونقصان . قال الفراء وغيره : إنما أمر بتنكيره ؛ لأن الشياطين قالوا له إن في عقلها شيئاً ، فأراد أن يمتحنها ، وقيل خافت الجنّ أن يتزوّج بها سليمان ، فيولد له منها ولد فيبقون مسخرين لآل سليمان أبداً ، فقالوا لسليمان إنها ضعيفة العقل ، ورجلها كرجل الحمار ، وقوله : { نَنظُرْ } بالجزم على أنه جواب الأمر ، وبالجزم قرأ الجمهور ، وقرأ أبو حيان بالرفع على الاستئناف { أَتَهْتَدِى } إلى معرفته ، أو إلى الإيمان بالله { أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لاَ يَهْتَدُونَ } إلى ذلك .