تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

[ الآية 41 ] وقوله تعالى : { قال نكروا لها عرشها } قال أهل التأويل : { نكروا } أي غيروا لها عرشها ، كأنه أمر أن يغيروا بعض ما عليه من الزيادة والنقصان ليمتحنها : أتعرف{[15025]} أنه عرشها أم لا ؟

والمنكر هو الذي لا يعرف كقوله : { إنكم قوم منكرون } [ الحجر : 62 ] وقوله : { نكرهم وأوجس منهم خيفة } [ هود : 70 ] أي لم يعرفهم ، وقوله : { نكروا لها عرشها } كأن يجيء أن يقال : نكروا عرشها ، وتكون { لها } زائدة ، إلا أن يقال { نكروا لها } أي نكروا لأجلها عرشها ، وهذا يشبه أن يكون .

قوله تعالى : { ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون } قال أهل التأويل : { أتهتدي } أنه عرشها أم لا تهتدي إليه ؟ وجائز أن يكون قوله { ننظر } : { أتهتدي } إلى دين الله وتوحيده أم تكون من الذين لا يهتدون إلى دين الله ؟


[15025]:- الهمزة ساقطة من الأصل وم.