الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ} (41)

قوله تعالى ذكره{[52577]} : { قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي{[52578]} }[ 42 ] ، إلى قوله : { فريقان يختصمون }[ 47 ] ، أي قال سليمان لما أتي بالعرش وقدمت إليه بجندها{[52579]} : غيروا سريرها . قاله قتادة{[52580]} .

قال ابن عباس : زيد فيه ونقص منه{[52581]} وقاله الضحاك{[52582]} .

" ننظر أتهتدي " أي ألها عقل تهتدي به إلى عرشها ، أم لا تهتدي إليه ؟ .

قال الفراء{[52583]} : كان الشياطين قد قالوا لسليمان : إنها{[52584]} لا عقل لها ، وإن رجلها كحافر حمار ، فأراد{[52585]} أن يعرف صحة ذلك ، فغير السرير وصنع الصرح من زجاج تحته ماء فيه حيتان .

وقيل{[52586]} : المعنى ننظر أتهتدي لهذه العظمة التي{[52587]} أتت بسريرها مع عظمه وبعد موضعه ، وأن الناس لا يتهيأ لهم حمل مثله ، فتعلم أنه لا يأتي به إلا نبي من عند الله ، فتدع الضلالة{[52588]} وترجع إلى الإيمان بهذه المعجزة التي رأتها من حمل سريرها من موضعه ، وهي لا تشعر به ولا قومها{[52589]} ، أم{[52590]} تكون من الذين يجهلون ذلك .


[52577]:"تعالى ذكره" ساقط من ز.
[52578]:"ننظر أتهتدي" سقط من ز.
[52579]:ز: يخبرها.
[52580]:ابن جرير19/165، انظر: التوجيه في ابن كثير 5/237.
[52581]:"منه" سقطت من ز.
[52582]:ابن جرير19/166، قاله عكرمة: انظر: ابن كثير 5/237/ والدر19/362.
[52583]:انظر: معاني الفراء 2/294.
[52584]:ز: أنه.
[52585]:ز: فإن أدار.
[52586]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/212.
[52587]:ز: الذي.
[52588]:ز: الضالة.
[52589]:ز: قومه.
[52590]:ز: أن.