غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

1

ثم جعله غثاء وهو مات يبس من النبات فحملته الأهوية وطيرته الرياح . والظاهر أن أحوى صفة للغثاء . والحوّة السواد ، فالعشب إذا يبس واستولى البرد عليه جعل يضرب إلى السواد ، وقد يحتمله السيل فيلصق به أجزاء كدرة . وقال الفراء وأبو عيبدة : الأحوى هو الأسود لشدّة خضرته وعلى هذا يكون حالاً من ضمير { المرعى } أي صيره في حال حوّته غثاء . وقال جار الله : هو حال من { المرعى } أي أخرجه أسود من الخضرة والري فجعله غثاء وحين أمره بالتسبيح بشره وشرفه بإيتاء آية باهرة وهي أن يقرأ عليه جبرائيل ما يقرأ من الوحي الذي هو أشرف أنواع الذكر فيحفظه لا ينساه إلا ما شاء الله أن ينساه وهو أحد طريقي النسخ .

/خ19