البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

الغثاء ، مخفف الثاء ومشدّدها : ما يقذف به السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات والقماش ، قال الشاعر :

كأن طميا المجيمر غدوة *** من السيل والغثاء فلك مغزل

ورواه الفرّاء : والإغثاء على الجمع ، وهو غريب من حيث جمع فعال على أفعال . الحوّة : سواد يضرب إلى الخضرة ، قال ذو الرّمة :

لمياء في شفتيها حوّة لعس *** وفي اللثات وفي أنيابها شنب

وقيل : خضرة عليها سواد ، والأحوى : الظبي الذي في ظهره خطان من سواد وبياض ، قال الشاعر :

وفي الحي أحوى ينفض المرد شادن *** مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد

وفي الصحاح : الحوة : سمرة ، وقال الأعلم : لون يضرب إلى السواد ، وقال أيضاً : الشديد الخضرة التي تضرب إلى السواد .

والظاهر أن أحوى صفة لغثاء .

قال ابن عباس : المعنى { فجعله غثاء أحوى } : أي أسود ، لأن الغثاء إذا قدم وأصابته الأمطار اسود وتعفن فصار أحوى .

وقيل : أحوى حال من المرعى ، أي أحرى المرعى أحوى ، أي للسواد من شدّة خضرته ونضارته لكثرة ريه ، وحسن تأخير أحوى لأجل الفواصل ، وقال :

وغيث من الوسمي حوتلاعه *** تبظنته بشيظم صلتان