فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

{ فجعله غثاء } أي فجعل المرعى بعد أن كان أخضر هشيما يابسا جافا باليا كالغثاء الذي يكون فوق السيل ، وفي القاموس الغثاء القماش والزبد والهالك البالي من ورق الشجر ، قال قتادة الغثاء الشيء اليابس ، ويقال للبقل والحشيش إذا انحطم ويبس " غثاء " وهثيم ، قال الكسائي غثاء حال من المرعى أي أخرجه أحوى من شدة الخضرة والري فجعله غثاء بعد ذلك .

{ أحوى } أي أسود بعد اخضراره ، وذلك أن الكلأ إذا يبس أسود ، والأحوى مأخوذ من الحوة وهي سواد إلى خضرة عليها سواد ، وفي القاموس الحوة سواد إلى خضرة أو حمرة إلى السواد ، حوى كرضى حوى ، قال في الصحاح والحوة أي بالضم حمرة الشفة ، قال ابن عباس غثاء هشيما أحوى ، متغيرا ، وقال ابن زيد وهذا مثل ضربه الله للكفار بذهاب الدنيا بعد نضارتها .