قوله : { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أحوى } . «غثاء » : إما مفعول ثانٍ : وإما حال .
«والغُثَّاء » : - بتشديد الثاء وتخفيفها - وهو الصحيح ، ما يغترفه السيل على جوانب الوادي من النبات ونحوه ؛ قال امرؤ القيس : [ الطويل ]
5177- كَأنَّ طَميَّاتِ المُجيمِرِ غُدوَةً *** مِن السَّيْلِ والأغْثَاءِ فلكةُ مِغْزَلِ{[59893]}
ورواه الفراء : «والأغثاء » على الجمع ، وفيه غرابة من حيث جمع «فعالاً » على «أفعال » .
قوله تعالى : { أحوى } . فيه وجهان :
قال أبو البقاء{[59894]} : «فقدَّم بعض الصلة » ، يعني : أن الأصل أخرج المرعى أحوى ، فجعله غثاء .
قال شهابُ الدِّين{[59895]} : ولا يسمى هذا تقديماً لبعض الصلة .
والأحْوَى : «أفعل » من الحُوَّة ، وهي سوادٌ يضرب إلى الخُضْرَة ؛ قال ذو الرُّمَّة : [ البسيط ]
5178- لمْيَاءُ فِي شَفتيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ *** وفِي اللِّثاتِ وفي أنْيَابِهَا شَنَبُ{[59896]}
وقد استدلَّ بعض النحاة على وجود بدل الغلط بهذا البيت .
وقيل : خضرة عليها سواد ، والأحْوَى «الظبي ؛ لأن في ظهره خطَّين ؛ قال : [ الطويل ]
5179- وفِي الحيِّ أحْوَى يَنفضُ المَرْدَ شَادِنٌ *** مُظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلؤٍ وزَبَرْجَدِ{[59897]}
ويقال : رجل أحْوَى ، وامرأة حوَّاءُ ، وجمعهما «حُوٌّ » نحو : أحْمَر وحَمْراء وحُمْر ، قال القرطبيُّ{[59898]} : «وفي الصِّحاح » : «والحُوَّةُ : حمرة الشفة ، يقال : رجل أحْوَى وامرأة حوَّاء وقد حويتُ ، وبعير أحْوَى : إذا خالط خضرته سواد وصُفْرَة ، قال : وتصغير أحْوَى : أحَيْوٍ في لغة من قال : أسَيْود » .
قال عبد الرحمن بن زيدٍ : هذا مثلٌ ضربه الله تعالى للكُفَّار لذهاب الدنيا بعد نضارتها{[59899]} ، والمعنى : أنه صار كذلك بعد خضرته .
وقال أبو عبيدة : فجعله أسود من احتراقه وقدمه ، والرطب إذا يبس اسود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.