قوله : { غُثَآءً } : إمَّا مفعولٌ ثانٍ ، وإمَّا حالٌ . والغُثاء بتشديد الثاء وتخفيفِها وهو الفصيحُ ا يُقَدِّمُه السَّيْلُ على جوانبِ الوادي من النباتِ ونحوِه . قال امرؤ القيس :
كأنَّ ذُرا رأسِ المُجَيْمِرِ غُدوةً *** من السَّيْلِ والغُثَّاء فَلْكَةُ مِغْزَلِ
ورواه الفراءُ " والأَغْثاء " على الجمعِ . وفيه غرابةٌ من حيث جَمَعَ فُعالاً على أفْعال .
قوله : { أَحْوَى } فيه وجهان ، أظهرُهما : أنَّه نعتٌ ل " غُثاء " . والثاني : أنه حالٌ من " المَرْعَى " . قال أبو البقاء : " قَدَّم بعضَ الصلةِ " . قلت : يعني أنَّ الأصلَ أخرجَ المرعى أَحْوى فجعله غثاءً ، ولا يُسَمَّى هذا تقديماً لبعضِ الصلةِ . والأحْوى : أَفْعَلُ مِنْ الحُوَّة وهي سَوادٌ يَضْرِبُ إلى الخُضْرة . قال ذو الرَّمة :
لَمْياءُ في شَفَتَيْها حَوَّةٌ لَعَسٌ *** وفي اللِّثاتِ وفي أَنْيابِها شَنَبُ
وقد تقدَّم لك أنَّ بعضَ النحاةِ اسْتَدَلَّ على وجودِ بدلِ الغَلَطِ بهذا البيت . وقيل : خُضرةٌ عليها سوادٌ . والأَحْوى : الظَّبْيُ ؛ لأنَّ في ظهره خُطَّتَيْن . قال :
وفي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ *** مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
ويقال : رجلٌ أَحْوَى وامرأةٌ حَوَّاء . وجَمْعُهما حُوٌّ ، نحو : أحمر وحمراءُ وحُمْر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.