فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

{ فَجَعَلَهُ غُثَاء أحوى } أي فجعله بعد أن كان أخضر غثاء : أي هشيماً جافاً كالغثاء الذي يكون فوق السبل أحوى : أي أسود بعد اخضراره ، وذلك أن الكلأ إذا يبس اسودّ . قال قتادة : الغثاء الشيء اليابس ، ويقال : للبقل والحشيش إذا انحطم ويبس غثاء وهشيم . قال امرؤ القيس :

كأنّ ذرى رأس المجمر غدوة *** من السيل والأغثاء فلكة مغزل

وانتصاب { غثاء } على أنه المفعول الثاني ، أو على الحال ، و { أحوى } صفة له . وقال الكسائي : هو حال من المرعى : أي أخرجه أحوى من شدّة الخضرة والريّ { فَجَعَلَهُ غُثَاء } بعد ذلك ، والأحوى مأخوذ من الحوة ، وهي : سواد يضرب إلى الخضرة . قال في الصحاح : والحوة سمرة الشفة ، ومنه قول ذي الرمة :

لمياء في شفتيها حوة لعس *** وفي اللثات وفي أنيابها شنب

/خ19