تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا} (78)

{ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } [ أي : لأنك شرطت عند قتل الغلام أنك إن سألتني عن شيء بعدها فلا تصاحبني ، فهو فراق بيني وبينك ]{[18355]} ، { سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ } أي : بتفسير { مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا } .

/خ65


[18355]:زيادة من ف، أ.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا} (78)

{ قال هذا فراق بيني وبينك } الإشارة إلى الفراق الموعود بقوله { فلا تصاحبني } أو إلى الاعتراض الثالث ، أو الوقت أي هذا الاعتراض سبب فراقنا أو هذا الوقت وقته ، وإضافة الفراق إلى البين إضافة المصدر إلى الظرف على الاتساع ، وقد قرئ على الأصل . { سأنبئّك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } بالخبر الباطن فيما لم تستطع الصبر عليه لكونه منكرا من حيث الظاهر .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا} (78)

ثم قال الخضر لموسى بحسب شرطهما { هذا فراق بيني وبينك } واشترط الخضر ، وأعطاه موسى أن لا يقع سؤال عن شيء ، والسؤال أقل وجوه الاعتراضات ، فالإنكار والتخطئة أعظم منه ، وقوله { لو شئت لتخذت عليه أجراً } وإن لم يكن سؤالاً ففي ضمنه الإنكار لفعله ، والقول بتصويب أخذ الأجر ، وفي ذلك تخطئة ترك الأجر ، والبين الصلاح ، الذي يكون بين المصطحبين ونحوهما ، وذلك مستعار فيه من الظرفية ، ويستعمل استعمال السماء ، وأما فصله ، وتكريره { بيني وبينك } وعدوله عن بيننا ، فلمعنى التأكيد ، والسين في قوله { سأنبئك } مفرقة بين المحاورتين والصحبتين ، ومؤذنة بأن الأولى قد انقطعت ، ثم أخبره في مجلسه ذلك وفي مقامه { بتأويل } تلك القصص والتأويل هنا المآل .