فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا} (78)

{ قال } الخضر { هذا فراق بيني وبينك } على إضافة فراق إلى الظرف اتساعا أي هذا الكلام والإنكار منك على ترك الأجر هو المفرق بيننا قال الزجاج : المعنى هذا فراق بيننا أي هذا فراق اتصالنا وكرر بين تأكيدا . أخرج أبو داوود والنسائى والترمذي والحاكم وصححه وغيرهم عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر لقص الله علينا من خبره ولكن { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } {[1128]}ولما قال الخضر لموسى بهذا أخذ في بيان الوجه الذي فعل بسببه تلك الأفعال التي أنكرها موسى فقال :

{ سأنبئك } قبل فراقي لك { بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } أي الأمور الثلاثة المتقدمة ، والمراد بالتأويل إظهار ما كان باطنا ببيان وجهه ؛ قاله الشهاب وفي القرطبي المراد بالتأويل التفسير ، وأصل التأويل رجوع الشيء إلى مآله .

70


[1128]:المستدرك كتاب تاريخ 2/574.