ثم قال : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا } أي : ذاهبا في الأرض إلى أسفل ، فلا يُنَال بالفئوس الحداد ، ولا السواعد الشداد ، والغائر : عكس النابع ؛ ولهذا قال : { فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ } أي : نابع سائح جار على وجه الأرض ، لا يقدر على ذلك إلا الله ، عز وجل ، فمن فضله وكرمه [ أن ]{[29121]} أنبع لكم المياه وأجراها في سائر أقطار الأرض ، بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة والكثرة ، فلله الحمد والمنة .
[ آخر تفسير سورة " تبارك " ولله الحمد ]{[29122]}
ثم وقفهم تعالى على مياههم التي يعيشون منها إن غادرت أي ذهبت في الأرض ، ومن يجيئهم بماء كثير واف ، والغور : مصدر يوصف به على معنى المبالغة ، ومنه قول الأعرابي : وغادرت التراب مورا والماء غورا .
والمعين : فعيل من معن الماء إذا كثر ، أو مفعول من العين ، أي جار كالعين ، أصله معيون ، وقيل هو من العين ، لكن من حيث يرى بعين الإنسان ، لا من حيث يشبه بالعين الجارية ، وقال ابن عباس : { معين } عذب ، وعنه في كتاب الثعلبي : { معين } جار ، وفي كتاب النقاش : { معين } ظاهر ، وقال بعض المفسرين وابن الكلبي : أشير في هذا الماء إلى بئر زمزم ، وبئر ميمون ، ويشبه أن تكون هاتان عظم ماء مكة ، وإلا فكانت فيها بئار كثيرة ، كخم والجفر وغيرهما . والله المستعان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.