تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ} (6)

وهو وقت رجوعها عشيًا من المرعى{[16320]} فإنها تكون أمَدّه{[16321]} خواصر ، وأعظمه ضروعًا ، وأعلاه أسنمة ، { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } أي : غُدوة حين تبعثونها إلى المرعى .


[16320]:في ت: "الرعى".
[16321]:في ت، ف: "أعده".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ} (6)

القول في تأويل قوله تعالى : { ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم }

يقول تعالى ذكره : ولكم في هذه الأنعام والمواشي التي خلقها لكم { جمال حين تريحون } يعني : تردونها بالعشي من مسارحها إلى مراحها ومنازلها التي تأوي إليها ؛ ولذلك سمي المكان المراح ، لأنها تراح إليه عشيا فتأوي إليه ، يقال منه : أراح فلان ماشيته فهو يريحها إراحة . وقوله : { حين تسرحون } يقول : وفي وقت إخراجكموها غدوة من مراحها إلى مسارحها ، يقال منه : سرح فلان ماشيته يسرحها تسريحا ، إذا أخرجها للرعي غدوة ، وسرحت الماشية : إذا خرجت للمرعى تسرح سرحا وسروحا ، فالسرح بالغداة والإراحة بالعشي ، ومنه قول الشاعر :

كأن بقايا الأتن فوق متونه *** مدب الدبى فوق النقا وهو سارح

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون } وذلك أعجب ما يكون إذا راحت عظاما ضروعها طوالا أسنمتها ، وحين تسرحون إذا سرحت لرعيها .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون } قال : إذا راحت كأعظم ما تكون أسنمة ، وأحسن ما تكون ضروعا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ} (6)

وقوله { جمال } أي في المنظر . و { تريحون } معناه حين تردونها وقت الرواح إلى المنازل فتأتي بطاناً ممتلئة الضروع ، و { تسرحون } معناه تخرجونها غدوة إلى السرح ، تقول سرحت السائمة إذا أرسلتها تسرح فسرحت هي ، كرجع رجعته ، وهذا «الجمال » هو لمالكها ولمحبيه وعلى حسدته{[7249]} وهذا المعنى كقوله تعالى { المال والبنون زينة الحياة الدنيا }{[7250]} [ الكهف : 46 ] وقرأ عكرمة والضحاك «حينما تريحون حيناً تسرحون »{[7251]} ، وقرأت فرقة «وحيناً ترتحون » .

قال القاضي أبو محمد : وأظنها تصحيفاً .


[7249]:الجمال: الحسن، يقال: جمل الرجل جمالا فهو جميل، والمرأة جميلة، وقد يقال: جملاء، وأنشد الكسائي على ذلك: فهي جملاء كبدر طالع بَّذت الخلق جميعا بالجمال
[7250]:من الآية (46) من سورة (الكهف).
[7251]:بالتنوين وفك الإضافة، وجعلا الجملتين صفين حذف منهما العائد، كقوله سبحانه: {واتقوا يوما لا تجزى}، ويكون العامل في (حينا) ـ على هذا ـ إما المبتدأ لأنه في معنى "التجمل"، وإما بما فيه من معنى الاستقرار.