تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ} (6)

الآية : 6 وأخبر أيضا أن فيها جمالا وزينة بقوله : { ولكم فيها جمال حين تُريحون وحين تَسرحون } فإن قال قائل : أي جمال يكون لنا فيها ؟ [ قيل ]{[10042]} : الإراحة وحين السَّرح .

وقال بعض أهل التأويل : وذلك أنه أعجب ما يكون إذا راحت عظاما ضروعها طوالا أسنمتها { وحين تسرحون } إذا سرحت لرعيها . أو أن يكون الجمال عند الإراحة والسرح شرب ألبانها ، وقرى الضيف في ألبانها في الرواح والمساء .

وقال بعضهم : { ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون } وذلك أنهم كانوا يُسَرُونَ عند الإراحة والتسريح ، وذلك السرور يظهر في وجوههم ، فإذا ظهر زادهم {[10043]} جمالا وحسنا . وهكذا المعروف في الناس أنهم إذا سروا يظهر ذلك السرور في وجوههم ، فيزدادون{[10044]} بذلك جمالا ، وإذا حزنوا ، وأصابهم غم ، يؤثر ذلك الغم نقصانا في خلقهم فيزدادون {[10045]} قبحا وتشويها .

وقال بعضهم : إنهم إذا أراحوا ، أو سرحوها ، رأى الناس أن أربابها أهل غنى وأهل ثروة ، وأنهم لا يحتاجون إلى غيرهم ، وأن يكون لغير إليهم حاجة ، فيكون لهم بذلك ذكر عند الناس وشرف ، وذلك جمالهم وشرفهم ، فيها ظاهر لأن ما يبسط ويفرش ، إنما يتخذ منها ومن أصوافها ، وكذلك ما يلبس إنما يكون منها ، وإنما يبسط ، ويفرش ، ويلبس للتجمل ، والبهاء ، والله أعلم .


[10042]:ساقطة من الأصل وم.
[10043]:في الأصل وم: ازداد لهم.
[10044]:في الأصل وم: فيزداد لهم.
[10045]:في الأصل وم: فيزداد لهم.