محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ} (6)

[ 6 ] { ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون 6 } .

{ ولكم فيها جمال } أي زينة { حين تريحون } أي تردّونها من مراعيها إلى مراحها ( بضم الميم ) وهو مقرها في دور أهلها بالعشي { وحين تسرحون } أي تخرجونها بالغداة إلى المراعي .

قال الزمخشري : من الله بالتجمل بها كما من بالانتفاع بها . لأنه من أغراض أصحاب المواشي ، بل هو من معاظمها ، لأن الرعيان ، إذا روحوها بالعشي ، وسرحوها بالغداة ، فزينت بإراحتها وتسريحها الأفنية ، وتجاوب فيها الثغاء والرغاء ، أنست أهلها وفرحت أربابها ، وأجلتهم في عيون الناظرين إليها ، وكسبتهم الجاه والحرمة عند الناس . ونحوه{[5221]} : { لتركبوها وزينة } : { يواري سوءاتكم وريشا } {[5222]} .

/ فإن قلت : لم قدمت الإراحة على التسريح ؟ قلت : لأن الجمال في الإراحة أظهر ، إذا أقبلت ملأى البطون ، حافلة الضروع ، ثم أوت إلى الحظائر حاضرة لأهلها . انتهى .


[5221]:[16 / النحل / 8].
[5222]:[7 / الأعراف / 26].