تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

ثم علل المنع من ذلك بأن سجاياكم لا تقبل الحق ولا تقتضيه بل تَجْحَده وتنفيه ؛ ولهذا قال تعالى : { ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا } أي : أنتم هكذا تكونون ، وإن رددتم إلى الدنيا ، كما قال تعالى : { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [ الأنعام : 28 ] .

وقوله : { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } أي : هو الحاكم في خلقه ، العادل الذي لا يجور ، فيهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، ويرحم من يشاء ، ويعذب من يشاء ، لا إله إلا هو .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

القول في تأويل قوله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنّهُ إِذَا دُعِيَ اللّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَالْحُكْمُ للّهِ الْعَلِيّ الْكَبِيرِ } .

وفي هذا الكلام متروك استغني بدلالة الظاهر من ذكره عليه وهو : فأجيبوا أن لا سبيل إلى ذلك هذا الذي لكم من العذاب أيها الكافرون بأنّهُ إذا دُعِيَ اللّهُ وَحْدَه كَفَرْتُمْ ، فأنكرتم أن تكون الألوهة له خالصة ، وقلتم أجَعَلَ الاَلِهَةَ إلَها وَاحدا .

وإنْ يُشْرَكْ بِهِ تُوءْمِنُوا يقول : وإن يجعل لله شريك تصدّقوا من جعل ذلك له فالحُكْمُ لِلّهِ العَلِيّ الكَبِيرِ يقول : فالقضاء لله العليّ على كل شيء ، الكبير الذي كلّ شيء دونه متصاغرا له اليوم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

ولذلك أجيبوا بقوله : { ذلكم } الذي أنتم فيه . { بأنه } بسبب أنه { إذا دعي الله وحده } متحدا أو توحد وحده فحذف الفعل وأقيم مقامه في الحالية . { كفرتم } بالتوحيد . { وإن يشرك به تؤمنوا } بالإشراك . { فالحكم لله } المستحق للعبادة حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد الدائم . { العلي } عن أن يشرك به ويسوى بغيره . { الكبير } حيث حكم على من أشرك وسوى به بعض مخلوقاته في استحقاق العبادة بالعذاب السرمد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

وقوله تعالى : { ذلكم } يحتمل أن يكون إشارة إلى العذاب الذي هم فيه ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى مقت الله إياهم ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى مقتهم أنفسهم ، ويحتمل أن تكون إشارة إلى المنع والزجر والإهانة التي قلنا إنها مقدرة محذوفة الذكر لدلالة ظاهر القول عليها ، ويحتمل أن تكون المخاطبة ب { ذلكم } لمعاصري محمد صلى الله عليه وسلم فى الدنيا ، ويحتمل أن تكون في الآخرة للكفار عامة . وقوله : { إذا دعي الله وحده } معناه : بحالة توحيد ونفي لما سواه من الآلهة والأنداد .

وقوله : { وإن يشرك به } أي إذا ذكرت اللات والعزى وغيرهما صدقتم واستقرت نفوسكم ، فالحكم اليوم بعذابكم وتخليدكم في النار ، لا لتلك التي كنتم تشركونها معه في الألوهية . و : { العلي الكبير } صفتا مدح لا في المكان ومضادة السفل والصغر .