فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

ثم أجاب الله سبحانه عن قولهم هذا بقوله : { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } أي ذلك الذي أنتم فيه من العذاب بسبب أنه إذا دعي الله في الدنيا وحده دون غيره كفرتم به وتركتم توحيده { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ } غيره من الأصنام أو غيرها { تُؤْمِنُواْ } بالإشراك به ، وتجيبوا الدّاعي إليه ، فبيّن سبحانه لهم السبب الباعث على عدم إجابتهم إلى الخروج من النار ، وهو ما كانوا فيه من ترك توحيد الله ، وإشراك غيره به في العبادة التي رأسها الدّعاء ، ومحل ذلكم الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر ذلكم ، أو مبتدأ خبره محذوف ، أي ذلكم العذاب الذي أنتم فيه بذلك السبب ، وفي الكلام حذف ، والتقدير : فأجيبوا بأن لا سبيل إلى الرّدّ ، وذلك لأنكم كنتم إذا دعي الله إلخ { فالحكم للَّهِ } وحده دون غيره ، وهو الذي حكم عليكم بالخلود في النار ، وعدم الخروج منها ، و{ العلى } المتعالي عن أن يكون له مماثل في ذاته ولا صفاته ، و{ الكبير } الذي كبر عن أن يكون له مثل أو صاحبة أو ولد أو شريك .

/خ20