الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

ثم قال تعالى : { ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تومنوا } . في الكلام حذف ، والتقدير : فأجيبوا أن لا سبيل إلى الخروج ، ذلكم العذاب بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم{[59468]} ، أي : إذا وحده موحد أشركتم وإن أشرك به مشرك صدقتموه .

وذكر ابن وهب عن محمد بن كعب القرظي أنه أنه قال : لأهل النار خمس دعوات ، يكلمهم الله في الأربعة فإذا كانت الخامسة سكتوا : { قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل }{[59469]} قال : فيراجعهم{[59470]} بهذه الآية : { ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم }الآية{[59471]} .

ثم يقولون : { ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون }{[59472]} قال : فيرد{[59473]} عليهم : { ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها{[59474]} } – إلى – { أجمعين }{[59475]} .

ثم يقولون : { ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل }{[59476]} قال : فيراجعهم بهذه الآية : { أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال }{[59477]} .

قال : ثم يقولون : { ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذين كنا نعمل{[59478]} } فيراجعهم : { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءهم النذير }{[59479]} .

قال : ثم يقولون : { ربنا غلبت علينا شقوتنا }{[59480]} ، قال : فيراجعهم : { اخسئوا فيها ولا تكلمون }{[59481]} .

قال : فكان آخر كلامهم ذلك{[59482]} .

قال أبو محمد : وفي بعض رواية هذا الحديث تقديم وتأخير فيما ذكرنا .

ثم قال تعالى : { فالحكم لله العلي الكبير } أي فالقضاء لله ، لا لما تعبدونه ، العلي على كل شيء ، الخبير الذي كل شيء{[59483]} دونه متصاغر له{[59484]} .


[59468]:ساقط من (ت).
[59469]:غافر: آية 10.
[59470]:(م): فيرجعهم.
[59471]:غافر آية 11.
[59472]:السجدة آية 12.
[59473]:(م): فيرد الله.
[59474]:(م): (...هداها ولكن حق القول مني الآية).
[59475]:السجدة آية 13.
[59476]:إبراهيم آية 46.
[59477]:إبراهيم آية 46.
[59478]:فاطر: 37.
[59479]:فاطر: 37.
[59480]:المؤمنون: 107.
[59481]:المؤمنون: 109.
[59482]:انظر: جامع القرطبي 15/297.
[59483]:ساقط من (ت).
[59484]:ساقط من (ح).