ثم قال تعالى : { ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تومنوا } . في الكلام حذف ، والتقدير : فأجيبوا أن لا سبيل إلى الخروج ، ذلكم العذاب بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم{[59468]} ، أي : إذا وحده موحد أشركتم وإن أشرك به مشرك صدقتموه .
وذكر ابن وهب عن محمد بن كعب القرظي أنه أنه قال : لأهل النار خمس دعوات ، يكلمهم الله في الأربعة فإذا كانت الخامسة سكتوا : { قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل }{[59469]} قال : فيراجعهم{[59470]} بهذه الآية : { ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم }الآية{[59471]} .
ثم يقولون : { ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون }{[59472]} قال : فيرد{[59473]} عليهم : { ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها{[59474]} } – إلى – { أجمعين }{[59475]} .
ثم يقولون : { ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل }{[59476]} قال : فيراجعهم بهذه الآية : { أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال }{[59477]} .
قال : ثم يقولون : { ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذين كنا نعمل{[59478]} } فيراجعهم : { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءهم النذير }{[59479]} .
قال : ثم يقولون : { ربنا غلبت علينا شقوتنا }{[59480]} ، قال : فيراجعهم : { اخسئوا فيها ولا تكلمون }{[59481]} .
قال : فكان آخر كلامهم ذلك{[59482]} .
قال أبو محمد : وفي بعض رواية هذا الحديث تقديم وتأخير فيما ذكرنا .
ثم قال تعالى : { فالحكم لله العلي الكبير } أي فالقضاء لله ، لا لما تعبدونه ، العلي على كل شيء ، الخبير الذي كل شيء{[59483]} دونه متصاغر له{[59484]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.