السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

ولما كان الجواب قطعاً لا سبيل إلى ذلك علله بقوله تعالى : { ذلكم } أي : القضاء النافذ العظيم العالي بتخليدكم في النار مقتاً منه لكم { بأنه } أي : كان بسبب أنه { إذا دُعي الله } أي : الملك الأعظم من أي داع وفي إعراب قوله تعالى { وحده } وجهان ؛ أحدهما : أنه مصدر في موضع الحال وجاز مع كونه معرفة لفظاً لكونه في قوة النكرة كأنه قيل : منفرداً ، ثانيهما : وهو قول يونس : أنه منصوب على الظرف ، والتقدير : دعي على حِدَته وهو مصدر محذوف الزوائد ، والتقدير : أوحدته إيحاداً . { كفرتم } بتوحيده { وإن يشرك به } أي : يجعل له تعالى شريك { تؤمنوا } أي : تصدقوا بالإشراك { فالحكم } أي : فتسبب عن القطع بأنه لا رجعة وأن الكفار ما ضروا إلا أنفسهم مع ادعائهم العقول الراجحة ونحو ذلك أن الحكم كله { لله } أي : المحيط بصفات الكمال { العلي } أي : عن أن يكون له شريك { الكبير } أي : الذي لا يليق الكبر إلا له .